يشتكي بعض المسيرين وأرباب الأعمال من نقص الكفاءات في السوق، ناهيك عن صعوبة استقطابها للعمل لصالح شركاتهم أو حتى استقالتها وعدم المحافظة عليها لأطول فترة ممكنة.
إن كنت تعاني أنت أيضًا من هذه الإشكالية، فهذا المنشور لك. اقرأه للآخر.
بداية، هل بيئة العمل في شركتك جاذبة للكفاءات أم طاردة لها؟
إنّ التعمّق في الإجابة على هذا السؤال بشكل صريح سيساعدك في حل نصف المشكلة. لذلك، يمكنك البدء بالتركيز على جزئيتين هما:
1- بيئة العمل الداخلية:
في الحقيقة، هنالك فرق كبير بين بيئة عمل جاذبة للكفاءات وأخرى طاردة لها. حيث لا يمكن تخيل انضمام شخص يمتلك كفاءة نوعية للعمل لصالح شركة بيئتها الداخلية لا تساعد على العمل. لذلك، فإنّ وجود بعض من المشاكل التالية قد يكون سببًا مباشرًا في استقالة الكفاءات لديك أو عدم استقطابها إليك أصلًا، لذلك احذر مما يلي:
غياب الإدارة بأهداف واضحة وعدم تحفيز الفريق بمختلف الوسائل المادية والمعنوية.
التوظيف السيئ للأشخاص والتداخل في المهام والصلاحيات.
وجود اللاعدل في تقديم المنح والأجور وغياب سياسة تقييم واضحة للمناصب.
البطء في اتخاذ القرارات وغياب الآليات المناسبة لتسهيل سيرورة العمل.
2- فلسفة القائد:
يلعب قائد أو مسير الشركة دورًا محوريًا في إدارة فريق العمل وحل مختلف إشكالياته وتذويب صعوباته، لذلك فإن مهمة تحفيز الفريق ونشر الإيجابية في بيئة العمل خصوصًا مع الأزمات الحالية أمر بالغ الأهمية.
لذلك، تأكد من توفير الدعم الكامل لفريق العمل بمختلف الآليات المناسبة وتدريبهم على تحمل المسؤوليات وتفويضهم في اتخاذ بعض القرارات لتضمن امتلاك شخص قادر على خلافتك عند غيابك عن العمل لسبب طارئ مثلًا، بل وتحضير الخليفة المناسبة عند الحاجة.
ويبقى السؤال المطروح هنا هو هل يمكن لشركتك أن تستمر في العمل بشكل عادي حتى عند رحيلك نهائيًا – بالموت لا قدر الله – لأنّه من دون علاج للمشاكل المذكورة أعلاه فإن تحقيق ذلك قد يكون ضربًا من الخيال.
لذلك، هذه نصيحة لك كمسير أو صاحب شركة مهما كان حجمها وهي:
هنالك حقيقة مرة مفادها أنّ الكفاءات تنجذب آليًا إلى بيئة العمل المحفّزة دائمًا وبشكل لا إرادي. لذلك، عليك فقط أن تضمن وجود البيئة المناسبة لهم وستلمس نتائج إيجابية بإذن الله.
كما نوصيك بتذكّر قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – “كلّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته”.